الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لأبيكم ويرحمه, ونوصيكم ببره بعد موته بالدعاء له والاستغفار, وإكرام صديقه وصلة الرحم التي لا توصل إلا به, إلى غير ذلك من أنواع البر التي يمكن أن يبر بها, وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 10602.
وما دامت الأم على قيد الحياة فهذه نعمة عظيمة وفرصة ينبغي أن تستغل في البر بها وجعل ذلك سبيلا لدخول الجنة, فالجنة تحت قدميها، وانظري الفتوى رقم: 58735.
فالمأمول أن يكون بين أولادها تنافس في برها والإحسان إليها, فالتنافس في الخير مطلوب ومحمدة, قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {المائدة:148}. وقال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين : 26}.
والسعي في كسب العيش وبعد المسافة لا يمنع من البر بها, فيمكنهم أن يتناوبوا في النزول إليها، أو سفرها إلى كل واحد منهم ونحو ذلك، ولا يجوز لهم تركها على حال يخشون فيه الضيعة عليها, فإن لم يكن لها مال وليس معها أحد يخدمها, ولا يمكنها أن تخدم نفسها وجب عليهم أن يخدموها، أو يتخذوا لها خادمة, وتجب نفقتها على أولادها كل بحسبه، وينبغي أن يتعاهدوها بالاتصال بها وتفقد أحوالها والإهداء, إلى غير ذلك مما يطيب خاطرها.
والله أعلم.