الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك العافية والسلامة من شر كل ذي شر, ونفيدك أن المس والسحر حق ويشرع التحصن والتداوي منهما بالمواظبة على الأذكار والتعوذات المأثورة والرقية الشرعية ولا يشترط أن تتأكدي من حصول المس أو السحر، فإن الرقية الشرعية تشرع لمن تؤكد من إصابته وتشرع لمن يشك في إصابته, بل وتشرع لمن لم يصب وذلك لدفع المكروه قبل وقوعه, وننصحك بالبعد عن المشعوذين والدجالين وأن ترقي نفسك بنفسك ويمكنك عرض حالتك على بعض أهل العلم والدين ممن لهم دراية بالرقية الشرعية, وأهم ما يستعان به كثرة ذكر الله، وواظبي على الدعاء بدعاء الكرب المذكور في الحديث: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين, وأصلح لي شأني كله, لا إله إلا أنت. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وأكثري من الدعاء بدعاء يونس عليه السلام وبالاسم الأعظم، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 13199, 112540،68315، 27789، 3352، 4310، 5531.
وأما عن التوبة: فإن بابها مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها, ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو تبلغ الروح الحلقوم عند الموت, ومغفرة الله لا يعظم أمامها ذنب مهما عظم وكثر، لما في الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي.
وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 68 ـ 70}.
وللتوبة شروط منها: الإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم الرجوع إليه.
وعن علاج الكوابيس والرؤى المفزعة: راجعي الجواب رقم: 11014.
واعلمي أن الوسواس القهري مرض يضطر الشخص إلى تكرار الطهارة والعبادات الأخرى، وللشيطان دور كبير في جلب هذا النوع من الأمراض وفي استحكامه في باب العبادات فيشكك المسلم في رحمة عبادته حتى يكون في قلق واضطراب إلى أن يحصل له الملل منها، أو تركها بالكلية، أو ارتكاب ما هو أعظم من ذلك ـ وهو الشك في المعبود ـ وعندئذ يحصل الشيطان على ما يريد، روى أحمد وأبو داود من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, إن أحدنا يجد في نفسه - يعرض بالشيء - لأن يكون حممة أحب من أن يتكلم به, فقال: الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, الحمدلله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
وعلى المصاب بالوسواس القهري أن يتوجه إلى الله بصدق ويدعوه لكشف ما به, ويكثر من ذكر الله, قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
ومن علاج الوسواس أن يلهو عنه المرء, ولا يلتفت إليه, وراجعي في هذا الفتويين رقم: 10355ورقم:51601.
وعليك بالاستعانة بالله تعالى والسعي في الزواج ولو بأن تطلبي ذلك ممن يرتضى دينه وخلقه بواسطة إحدى محارمه، أو أحد محارمك, وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع: 32981، 59769, 50982، 20039، 20297.
والله أعلم.