الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحق الوالدين على ولدهما عظيم، ولذلك أوجب عليه الشرع برهما والإحسان إليهما حفظا لجميلهما عليه، وخاصة الأم، فهي حملته في بطنها وعانت في حمله ووضعه وتربيته والاعتناء به، فمن الكرم حفظ الجميل، ومن اللؤم التنكر له. وراجعي الفتوى رقم: 17754 ، ولا ينبغي أن يكون الزواج شاغلا للولد عن أمه، بل عليه أن يحرص على أن يؤدي لكل ذي حق حقه.
فإذا كان ابنك مقصرا في حقك فلا شك في أنه مسيء بذلك أبلغ الإساءة، ومع هذا فإننا نوصيك أولا بالدعاء له بالخير وأن يقر الله عز وجل به عينك. وينبغي أن يناصح في هذا الأمر بأسلوب طيب، وإذا خشيت أن لا ينفعه نصحك له فاستعيني عليه ببعض من له وجاهة عنده من أصدقائه وأمثالهم.
وهذا الذي قلناه على أساس أننا فهمنا قولك ينسحب من حياتي أنه يقصد في حقوقك المشروعة. أما إذا كان يمارس حياته وحقوقه دون إخلال بحقك فعليك أن تهوني على نفسك وتخلي بينه وبين ما يريد ما دام يعطي كل ذي حق حقه.
الله أعلم.