الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
لكن إذا كان عليك ضرر حقيقي في مخالطة أخي زوجتك فلا حرج عليك في مقاطعته إن لم يفد التقليل من مخالطته.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
أما إرجاعه إلى بلده أو السعي في ذلك أو في إلحاق أي ضرر به فلا حق لك فيه.
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك أن تتكلم عن عيوب هذا الرجل في غيبته مع أخيك أو غيره، فإن ذلك من الغيبة التي حرمها الله، وهي لا تجوز إلا في بعض المواضع كالتظلّم وطلب المشورة، وانظر هذه المواضع في الفتوى رقم: 29510.
ولا شك أن الغيبة والنميمة من أعظم أسباب فساد ذات البين، فالواجب عليكم أن تتقوا الله وتقفوا عند حدوده وتحذروا من مكائد الشيطان.
واعلم أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ { فصلت:34}
والله أعلم.