الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج في دعاء المسلم أن يجعله الله ممن يحبهم الله لما في الدعاء المأثور: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك. رواه الترمذي وصححه الألباني.
فقوله وأسألك حبك يحتمل أن يكون من إضافة المصدر لفاعله أو لمفعوله والأول أظهر كما قال المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: اللهم إني أسالك حبك. من إضافة المصدر إلى الفاعل أو المفعول، أي حبك إياي أو حبي إياك والأول أظهر إذ فيه تلميح إلى قوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ {المائدة: 54} قاله القاري. اهـ.
وفي شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين: هذا أيضا من الأدعية المهمة إذا أحبك الله وأحببت من أحبه الله كنت من أوليائه، وكذلك إذا أحببت العمل الذي يحبه الله عز وجل فهذا أيضا من الدعاء الذي ينبغي للإنسان أن يلزمه دائما، فإن حب الله عز وجل هو الغاية كما قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ {آل عمران:31}. اهـ.
والله أعلم.