الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شكر الله والثناء عليه مطلب شرعي محمود؛ لما في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين. اهـ.
فيتعين على العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه، والشكر كما قال ابن القيم في المدارج: يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا، ومما يعين على ذلك استشعار أهميته وما فيه من المثوبة وطلبه من الله تعالى.
فقد ذكر ابن القيم أن الله أمر بالشكر، ونهى عن ضده، وأثنى على أهله، ووصف به خواص خلقه، وجعله غاية خلقه وأمره، ووعد أهله بأحسن جزائه، وجعله سببا للمزيد من فضله وحارسا وحافظا لنعمته، وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته، واشتق لهم اسما من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور وأهل الشكر هم القليل من عباده.
وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {سبأ: 14} اهـ.
ولا حرج في حصول ذلك بغير العربية إن كانت الأطروحة مكتوبة بلغة غير عربية، وإن كانت بالعربية فالأولى أن يكون ذلك بالعربية، وراجع الفتوى رقم: 134834.
وأما عن إهداء العمل لله تعالى فان الله تعالى غني عن إهداء الناس له ونحن الفقراء إليه؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ {فاطر: 15}.
وإن كان البحث فيه ما ينفع المجتمع، وكنت أردت بعمله نفع الناس وحصول الثواب من الله تعالى فلا حرج في ذكرك أنك عملته لوجه الله، إن لم ترد بذلك مدح الخلق أو نفعهم، وإلا كان ذلك من السمعة المذمومة المحرمة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 114216.
ثم إنه يشرع أيضا أن يشكر الطالب من ساعده من الناس، فقد روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن حبان والطيالسي عن أبي هريرة مرفوعا: لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وهو حديث صحيح صححه الألباني.
والله أعلم.