الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعبارة [السلام عليكم] تعتبر كناية يقع بها الطلاق بالنية عند بعض أهل العلم، كالشافعية لأنها تقال عند الفراق. جاء في مغني المحتاج لمحمد الخطيب الشربيني الشافعي أثناء الحديث عن كنايات الطلاق. قال: ....وسلام عليك قاله ابن الصلاح لأنه يقال عند الفراق. انتهى.
بل إن بعض أهل العلم ذهب إلى إيقاع الطلاق بكل كلام قصد به إيقاعه، وهو ما يعرف بالكناية الخفية، يقول الشيخ خليل المالكي: وإن قصده بكاسقني الماء أو بكل كلام لزم.... انتهى.
ومن هذا يتبين لك أن ماجاء في الفتوى الثانية من قول صاحبها: (فإن هذا اللفظ ليس من كنايات الطلاق باتفاق الفقهاء) ليس صوابا لما علمته من مذهب الشافعية والمالكية.
وكلام ابن قدامة في المغني إنما هو في العبارات التي لا يفهم الطلاق منها أصلا، ولا تدل عليه بأي وجه، وهذا لا ينطبق على عبارة السلام عليكم؛ لما تشتمل عليه الدلالة على الفراق، مع العلم أننا لم نقل إن عبارة السلام عليكم هي كناية عند جميع أهل العلم، وإنما ذكرنا أنها معدودة كذلك عند فقهاء الشافعية، وأضفنا هنا أنها كناية عند المالكية أيضا، ولا نعتقد أحدا من أهل العلم يمكن أن يخالف في نسبة هذه الأقوال إلى أصحابها.
والله أعلم.