الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم إن كنت لا تتحكم في خروج البول والغائط كما ذكرت فأنت مصاب بالسلس، والواجب عليك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وهذا مذهب الجمهور، ولتراجع الفتوى رقم: 119395، وأما ما مضى من صلواتك فنرجو ألا يلزمك إعادة شيء منها إن كان وضوؤك لم ينتقض بحدث غير الحدث الدائم، فإن المالكية يرون أن الحدث الدائم لا ينقض الوضوء، وهذا القول وإن كان مرجوحا عندنا لكن الأخذ بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل وتعذر التدارك مما سوغه كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 125010، كما أن كثيرا من العلماء ذهبوا إلى أن من ترك شرطا من شروط الصلاة أو ركنا من أركانها جهلا لم تلزمه الإعادة، وانظر الفتوى رقم: 125226، فعليك إذن فيما يستقبل أن تعمل بما ذكرناه من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، وإن عجزت عن غسل بعض أعضاء الوضوء ولو بالاستعانة بمن يوضئك فإنك تتيمم عن العضو المعجوز عن غسله، عند كثير من العلماء وهو الأحوط، فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وعند بعض العلماء أنك تغسل ما قدرت عليه ويكفيك ذلك وانظر الفتوى رقم: 115376.
وأما قصرك الصلاة في هذا السفر فما دمت تعلم أنك تقيم أربعة أيام فأكثر فإن حكمك حكم المقيم فلا يجوز لك الترخص بشيء من رخص السفر، وانظر الفتوى رقم: 115280، ولكن يجوز لك أن تجمع بين الصلاتين بعذر المرض عند كثير من أهل العلم، فتصلي الصلاتين تامتين في وقت إحداهما، وانظر الفتوى رقم: 143905.
والله أعلم.