الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحقيقة أن هذا الراتب المأخوذ دون عمل، وكذلك هذا المصروف، إنما هو منحة أو هبة من الدولة، فيجب الالتزام بلوائح الدولة المنظمة للحصول على هذه المنحة، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أحمد وغيره.
وإذا تقرر هذا، فالحكم على استحقاق هذا الراتب وهذا المصروف، إنما يرجع للنظر في شرط الدولة للحصول عليها، فإن كان المراد بالمرافق: الملازم للمريض لا يفارقه، فلا حق للسائل في هذا الراتب إلا في الأيام التي يرافق فيها ابنه.
وكذلك إن كانت تقصد بهذا المصروف نفس المرافق على وجه الخصوص، فلا يستحقه السائل إلا بهذا القدر، بخلاف ما إذا كان المقصود هو مصروف من يتولى شأن المريض سواء باشره بنفسه أو وكل فيه غيره بغض النظر عن شخصه، فلا حرج عندئذ في استلامه لإنفاق على مستحقه.
وباستطاعة السائل أن يراجع المسئولين في وزارته ليعرف طبيعة هذه المنحة، وبالتالي يستطيع الحكم، أو يوقفهم على حقيقة حاله ليقرروا مدى استحقاقه للراتب والمصرف.
وإذا ظهر له أنه أخذ ما لا حق له فيه، فالواجب عليه أن يرده إلى جهة عمله.
والله أعلم.