الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن حق الأم على ولدها عظيم وبرها والإحسان إليها من أفضل القربات إلى الله ومن أعظم أسباب رضوانه، فما يفعله زوجك من الإنفاق على أمه والسعي في إرضائها عمل صالح مبارك، لكن ننبه إلى أن النفقة الواجبة للزوجة والأولاد تقدم على نفقة الوالدين ومن بعدهم، قال ابن قدامة: ومن لم يفضل عن قوته إلا نفقة شخص وله امرأة فالنفقة لها دون الأقارب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر: إذا كان أحدكم فقيرا فيبدأ بنفسه، فإن كان له فضل فعلى عياله، فإن كان له فضل فعلى قرابته.
كما أن الأم لا يحق لها أن تأخذ من مال ولدها ما يجحف به، فإذا كانت أم زوجك تطلب منه مالا بغير حاجة، أو يسبب ضررا له وتضييقا عليه في معيشته فله أن يمنعها منه، لكن بدون إهانة لها، أو إغلاظ عليها في الرد فالوالدان يجب برهما على كل حال، أما الضيق الذي تشعرين به فلا تؤاخذين عليه ما دام شعورا فقط، لكن لا يجوز لك أن تصلي إلى حد منع الزوج بما يجب عليه اتجاه والدته، أو غيرها، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 125720.
والله أعلم.