الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا في فتاوى كثيرة تقرير القواعد المتعلقة بهذه المسألة، وذلك أن الأصل في الذبائح هو التحريم. فإذا شككنا في الذابح هل هو من أهل الذكاة أو لا، أو شككنا في كيفية الذبح وهل يذبح بالطريقة الشرعية أو لا؟ فالأصل وجوب الامتناع عن هذه الذبائح، ولا تكفي كتابة كلمة حلال على الذبيحة، فإذا استفاض أن هذه الذبائح تذبح على وجه غير شرعي لم تكف كتابة هذا الشعار، ولتراجع الفتاوى التالية أرقامها وما في ضمنها من إحالات: 96679، 62491، 48097، 124696.
وإذا تبين لك هذا فإذا شهد المسلمون القائمون على هذه المساجد بحلية تلك الذبائح ولم يوقف على خيانتهم وعدم صدقهم فالأصل حل ما شهدوا بحله، وأما إذا وقف على تقصيرهم وشهادتهم بما لم يعلموا فالواجب مناصحتهم حتى يتقوا الله تعالى ولا يغرروا بالمسلمين، وأن يبين لهم أنه لا يجوز أن يعطوا هذه الشهادة إلا لمن تحققوا أنه يستوفي الشروط المعتبرة شرعا، وإذا كان الأمر كذلك وعلم أن هذه الشهادات تعطى لمن يخلط الحرام بالحلال فالواجب الامتناع حذرا من أكل الحرام، فإن اجتناب الحرام واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والواجب هنا لا يتم إلا باجتناب الكل.
والله أعلم.