الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم ندر كيف حكمت على ما يأتيك قبل عادتك بأنه استحاضة، وعلى أية حال فالمستحاضة ومن في معناها كالمصاب بسلس البول والمصابة بسلس رطوبات الفرج يجب عليهم الوضوء لكل صلاة في قول الجمهور، وهذا ما بيناه في فتاوى كثيرة، وقد اطلعت على بعضها، فلا يجزئ هؤلاء الوضوء قبل دخول الوقت لأن طهارتهم طهارة ضرورة، قال في الإنصاف ضمن سياق شروط صحة الوضوء: ومنها دخول الوقت على من حدثه دائم كالمستحاضة ومن به سلس البول والغائط ونحوهم. انتهى.
وبه تعلمين أن الواجب عليك في جميع الصور المسؤول عنها إذا توضأت قبل دخول الوقت أن تعيدي الوضوء إذا دخل الوقت، واعلمي أن قراءة القرآن لا يشترط لها الوضوء، فإذا أردت مراجعة محفوظاتك قبل دخول وقت الصلاة لم يلزمك الوضوء إلا أن تكوني تمسين المصحف من غير حائل، فيلزمك الوضوء لأجل مس المصحف، وجوز الحنابلة للمستحاضة ومن عذره دائم أن يجمع بين الصلاتين، وفي هذا توسعة عليك، وقد ذهب المالكية إلى عدم وجوب الوضوء لكل صلاة على من حدثه دائم، ويمكنك إذا ضاق الأمر جدا واحتجت للعمل بهذا القول أن تعملي به كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 141250 .
وإن كان الأصل هو أن تحرصي على العمل بقول الجمهور خروجا من الخلاف واحتياطا للدين، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها.
والله أعلم.