الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ينبغي لمن قدر على الزواج أن يبادر إليه فإنه من هدي النبيين وسنن المرسلين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
فإذا انضم إلى القدرة على الزواج خوف الشخص من مواقعة المحظور فهنا يتحتم عليه الزواج ويصبح واجبا.
جاء في الشرح الكبير لابن قدامة: من يخاف على نفسه مواقعة المحظور إن ترك النكاح فهذا يجب عليه في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصرفها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
ومن لم يقدر على النكاح لفقره وحاجته فليستعفف، فقد قال الله جل وعلا: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. {النور : 33}.
وإذا كان يخشى في ترك الزواج أن يقع في الحرام فإنه يجب عليه أن يتزوج ولو لم يكن له من المال ما يكفي لحقوق المرأة، لكنه في هذه الحالة يجب عليه إخبار المرأة بذلك، لتكون على بينة من أمرها، ومن كان في سن السبعين يمكنه أن يجد امرأة كبيرة لا تكلفه ماديا فقد يجد من لها أبناء أغنياء أو ذات مال.
وأما ما يقوم به من استمناء فهو محرم، وهو من الشيخ الكبير أقبح، ولا يبيحه مجرد توهم حصول ضرر فليتق الله عز وجل، وليجتهد في أن يجعل خاتمته حسنة.
والله أعلم.