الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت زوجتك قد أساءت إليك، وظهرت منها علامات النشوز، فما كان ينبغي لك أن تبادر بإخبار الأهل وتسمح لهم بالتدخل في الأمر على وجه ترتبت عليه مفاسد كثيرة، وإنما كان ينبغي عليك أن تسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 94975.
وعلى كل حال فما دامت زوجتك قد جاءتك معتذرة وراغبة في معاشرتك بالمعروف فلتقبل عذرها وترجعها لبيتك وتعاشرها بالمعروف، ولتحسن الظن بها ولا تستمع لمن يخوفونك من إرجاعها، واعلم أنه لا ينبغي أن تأخذها بذنب أهلها إن كانوا قد أساءوا إليك. وإذا كنت تخشى ضررهم فلك أن تمنعها من زيارتهم.
وأما الطلاق فلا ننصحك به، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، ومع ذلك فإنك إذا أردت طلاقها فلست ظالماً لها إذا دفعت إليها حقوقها.
والله أعلم.