الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء مما تعانيه من وساوس في الطلاق وغيره وأن يجنبك كل مكروه وننبهك على أن أنفع علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وأكثر من ذكره ودعائه والتضرع إليه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.
ثم اعلم أن الطلاق لا يكون بمجرد حديث النفس، بل لا بد من لفظ صريح يدل عليه، أو كناية - وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحاً فيها - ولا تكون الكناية طلاقاً إلا مع نية إيقاعه، قال ابن قدامة في المغني: إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية، فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوم مقام نيته. انتهى.
وبناء على ذلك، فلا يقع الطلاق بما حدثت به نفسك، ولا بالشك في صدور موجبه، لأن الأصل بقاء العصمة حتى يحصل يقين بانقطاعها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 134254.
كما لا يلزمك شيء في قولك: أنت طالع ـ لأنه لا يدل على الطلاق صريحاً ولا كناية.
والله أعلم.