الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على ما أنعم الله تعالى به عليك من نعمة الدخول في الإسلام ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك عليه حتى الممات وننصحك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة الأخيار، وإذا دخل المرء في الإسلام فإن الله تعالى يغفر له ما سلف من الذنوب بمنه وكرمه سبحانه، قال تعالى: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ {الأنفال:38}
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنهما: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله.
وللمزيد راجع الفتوى رقم 93710.
ودين المرء أغلى ما عنده، فلا تجامل في دينك أحدا أبا أو غيره، بل أحسن إلى أبيك ولا تطعه فيما فيه سخط الله تعالى، قال سبحانه: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}.
وروى الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
وما زلنا نقول إننا لم نطلع على هذه الرواية التي تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يدخل بعائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي بنت سبع سنين، فإن كان لهؤلاء مستند صحيح فليذكروه لنا وليبينوا لنا مرجعهم في ذلك، ونخشى أن يكون المراد بذلك التشغيب والتشويش، وقد تعودنا من النصارى عدم الدقة والأمانة فيما يثيرون من شبهات حول دين الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام، وننصح هؤلاء أن يلتفتوا إلى ما في دينهم من أباطيل وما في أناجيلهم من تناقضات تثبت تماما أنها محرفة، وتبين لهم أنهم يتمسكون بدين باطل، وننصحك بالحذر من الإصغاء إلى مثل هذه الشبهات قبل أن تكون لك قدم راسخة في العلم تستطيع أن ترد بها هذه الشبهات، ولمزيد الفائدة نرجو أن تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 20818، 94521 108347.
والله أعلم.