الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزواج من الخير الذي تنبغي المبادرة إليه، فقد ندب إليه الشرع وحث عليه، ففي الصحيحين عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وإذا أمكنك أن تحقق رغبة أمك وتسكن بجوارها كسباً لرضاها فلا شك أن ذلك أفضل، وإن لم تكن قادراً على ذلك فحاول إقناعها بأن توافق على سكنك حيث تيسر لك، واستعن بالله تعالى أولاً ودعائه والتضرع إليه أن يلين قلبها وما ذلك على الله بعزيز، ثم استعن بمن لهم مكانة عندها وترجو أن تقبل قولهم، فإن رضيت فالحمد لله وإن أصرت على الرفض ولم يكن لها مسوغ شرعي فيه فلا حرج عليك في إتمام الزواج بغير رضاها، ولا يعتبر ذلك عقوقاً، فالطاعة إنما تكون في المعروف، وليس من المعروف أن يطيع الولد أمه بما فيه ضرر عليه وراجع الفتوى رقم: 76303، وهي عن ضوابط طاعة الوالدين.
ونوصيك بالاجتهاد في كسب رضاها في كل حين.
والله أعلم.