الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت هذه الأخت بتركها مصافحة الرجال الأجانب فإن هذه المصافحة محرمة، كما بينا في الفتوى رقم: 23511.
وأسوأ منها وأشد حرمة التقبيل في الوجه. فنسأل الله تعالى أن يجزيها خيراً ونوصيها بالصبر، فعاقبة الصبر خير، وتراجع في فضله الفتوى رقم: 18103، وفي المقابل فقد أساء أخوا الزوج بمقاطعتهما أخيهما للسبب المذكور ففي ذلك قطيعة للرحم وهي ذنب عظيم كما هو مبين في الفتوى رقم: 43714.
وإن كان هذا الزوج في حاجة إلى العلاج وأخذه أخواه من أجله فلا حرج في ذلك، وأما إن كان بقصد حرمان زوجته وأولاده منه فليس من حقهما ذلك، وإن كان أخوهم عنده وعيه وإرادته فما كان ينبغي له مطاوعتهما في ذلك، وإن ترتب على ذلك تقصيره في شيء من حقوق زوجته وأولاده كالنفقة ونحوها فهو آثم بذلك.. وإن سعى أخواه في التفريق بينه وبين زوجته، فقد فعلوا منكرا عظيما من فعل الشياطين، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 143959 فالواجب عليهم أن يتقيا الله ويتركا هذا المسعى السيء.
ولا ينبغي له أن يطاوعهما ويطلق زوجته لغير سبب يدعو إليه، فإن الطلاق يكره إن كان لغير سبب لما يترتب عليه من تشتيت شمل الأسرة وضياع الأولاد في الغالب الأعم، فنوصي الجميع بتقوى الله تعالى والحذر مما يسخطه، ونوصي بتدخل العقلاء وأهل الفضل للحيلولة دون حصول ما يمكن أن تترتب عليه العواقب غير الحميدة.
والله أعلم.