الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولا إلى أن زوجتك لم يكن يجوز لها طلب الطلاق من غير سبب شرعي، ولم يكن يجوز لأمها إقناعها بذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني .
وما فعلته من استرجاع ما دفعته لها من مهر مقابل الطلاق جائز، والخلع نافذ ولو طال الزمن بعد زواجكما .
بل يجوز عند أكثر العلم أن تخالعها بأكثر مما دفعت لها إذا رضيت بذلك وكانت رشيدة بالغة.
جاء في المغني لابن قدامة مع مختصر الخرقي الحنبلي: قال : ولا يستحب له أن يأخذ أكثر مما أعطاها، هذا القول يدل على صحة الخلع بأكثر من الصداق, وأنهما إذا تراضيا على الخلع بشيء صح . وهذا قول أكثر أهل العلم . انتهى .
وأما إن كانت صغيرة -أي لم تبلغ- أو سفيهة فإن خلعها لا يصح لأنها ليست من أهل الالتزام، وذهب كثير من أهل العلم إلى أنه يحصل به الطلاق ويرد المال ما لم يكن الملتزم للمال غيرها . فإن التزمه غيرها مضى .
والله أعلم.