الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك الهدى والسداد، ثم اعلمي أن احتلامك في أثناء النوم أمر عادي ولا تؤاخذين عليه فإن النائم مرفوع عنه القلم، وإنما يجب عليك إذا احتلمت ورأيت المني الموجب للغسل أن تغتسلي.
ففي الصحيحين عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال : نعم إذا رأت الماء فقالت أم سلمة : وتحتلم المرأة؟ فقال: تربت يداك فبم يشبهها ولدها.
وأما هذه الخيالات التي تعرض لك فعلاجها يكون بملء وقت الفراغ بما ينفع في الدين والدنيا، والاجتهاد في الدعاء بأن يصرف الله عنك السوء، والاشتغال بذكر الله تعالى، وإدمان الفكر في أسماء الرب عز وجل وصفاته واستحضار ذلك في القلب، والفكر في الآخرة وما بعدها فإن ذلك من أعظم ما يصلح به القلب وتندفع به خواطر الشر.
وأما ما يخرج من الإفرازات فإن كان منيا أوجب الغسل وإن كان مذيا أوجب الوضوء، وإن شككت هل هو مني أو مذي فقد ذهب الشافعية إلى أنك تتخيرين بينهما فتجعلين له حكم أحدهما، وانظري الفتوى رقم: 64005 ورقم: 130824، ولمعرفة الفرق بين مذي المرأة ومنيها. انظري الفتوى رقم: 131658، ورقم: 128091.
والله أعلم.