الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوارد في ولادة رقية ـ رضي الله عنها ـ أنها ولدت والنبي صلى الله عليه وسلم عمره ثلاث وثلاثون سنة ففي مستدرك الحاكم من طريق محمد بن إسحاق قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول: ولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أم كلثوم أصغر منها سنا.
وقد ذكر ابن عبد البر أن ابني أبي لهب تزوجا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان عتبة قد تزوج رقية وعتيبة تزوج أم كلثوم، فإن ثبت هذا فيكون العقد عليهما قد تم وهما صغيرتان، لكن هذا لا يستلزم الدخول عليهما، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في الإصابة معلقا على كلام ابن عبد البر السابق: إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل فكان الفراق وقع قبل ذلك. اهـ.
يعني أنهما قد طلقاهما قبل الدخول، وما ذكره الحافظ هنا يزول به الإشكال فيما يتعلق بنكاح الصغيرة، حيث إن مجرد العقد ليس له سن محدد، وأما الدخول فإنها لا تسلم إلى زوجها إلا إذا كانت مطيقة للوطء، وهذا لا يتحدد بسن معين، وإنما يختلف الأمر باختلاف البيئات والأزمان. ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 65515، 73838، 76062.
والله أعلم.