الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت هذه الوالدة على هذا الحال ففي تصرفها هذا نوع من الإسراف والتبذير وإضاعة المال، والله تعالى يقول: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { الأنعام:141}.
وقال سبحانه: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا {الإسراء: 26ـ27}.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا, فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال, وكثرة السؤال, وإضاعة المال.
فينبغي أولا الدعاء لها أن يصلح الله حالها, فهذا من أعظم إحسانكم إليها, والله تعالى يقول: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}.
ثم عليكم بنصحها بلطف ولين, والاستعانة في ذلك بمن لهم وجاهة عندها ليذكروها بخطأ ما تفعل ويردوها إلى جادة الصواب, فإن فعلت فالحمدلله, وإن أصرت على ما هي فيه فينبغي أن يرفع أمرها إلى القضاء الشرعي فإن ثبت عنده ما يقتضي الحجر عليها حجر عليها، وأما تصرفكم أنتم في شيء من مالها بدون علمها فلا يجوز، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 14929.
وننبه إلى أن ما لا يمكن أن يطعمه الإنسان لفساده, قد يكون بالإمكان الاستفادة منه في إطعام غيره كالحيوان مثلا.
والله أعلم.