الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أجاب عن هذا السؤال العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" حيث ذكر ما حاصله : أن هذا من قبيل الدعاء بأن يديم الله سبحانه عليهم هذه النعمة وهي عدم تكليفهم بما لا يطيقون وألا ينسخه بسبب غضبه عليهم فقال رحمه الله: ويجوز أن يكون تلقينا من جانب الله تعالى إياهم بأن يقولوا هذا الدعاء ، مثل ما لقّنوا التحميد في سورة الفاتحة فيكون التقدير قولوا : ( ربنا لا تؤاخذنا ) إلى آخر السورة ؛ إنّ الله بعد أن قرر لهم أنّه لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها ، لقّنهم مناجاته بدعوات هي من آثار انتفاء التكليف بما ليس في الوسع . والمراد من الدعاء به طلب الدوام على ذلك لئلا يُنسخ ذلك من جراء غضب الله كما غضب على الذين قال فيهم : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) ( النساء : 160 ) ]. انتهى.
والله أعلم.