الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تتوب إلى ربك عزوجل توبة نصوحا, وتحرص على تحقيق أركان التوبة حتى يتقبلها الله تعالى منك فيغفر ذنبك ويقيل عثرتك, وذلك بأن تندم على ما اقترفته من الذنب وتعزم على عدم العودة إليه, وما دام الذنب متعلقا بحق آدمي، فإن رد الحق إليه واجب, فمن عرفته منهم فيجب عليك أن ترد إليه ما أخذته منه ولا يلزمك رد شيء زائد على ما أخذته, ولو أخبرتهم بأنك أخذت منهم كذا وكذا فأحلوك وسامحوك برئت بذلك ولك أن ترد الحق إليهم بأي طريق ولو دون أن تخبرهم، ولا تبرأ ذمتك من حق من يمكنك إيصال الحق له إلا بتسليمه إليه, فإن عجزت عن الوصول إلى صاحب الحق فسبيل هذا المال أن تتصدق به في مصالح المسلمين العامة، أو تدفعه للفقراء والمساكين بنية أنه عن صاحبه، فإن هذا هو مصرف المال الحرام الذي لا يعلم مالكه وهذا الذي ذكرناه لك قد بيناه في فتاوى كثيرة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 139763, 105674 3519، 56148.
والله أعلم.