الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من المعلوم أن المرأة من أعظم أسباب الفتنة بالنسبة للرجل، ولذا جاء التحذير النبوي واضحا جليا فقال صلى الله عليه وسلم : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . متفق عليه. وهذا التحذير يقضي بسد كل باب يمكن أن تحصل منه هذه الفتنة . ولا ريب أن الصداقة بين الجنسين باب عظيم للفتنة فيجب سده ولقد أمر الشرع بسد ما من شأنه أن يفضي إلى الفتنة كالخلوة كما في الحديث : لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما . رواه أحمد . أي بتهييج الشهوة وتسويل المعصية حتى يجمع بينهما الزنا أو ما دونه . وكذلك حرم الشرع التبرج وإبداء المفاتن لهذا المقصد, ومما لا يشك فيه عاقل أن تلاقي المرأة مع الرجل وإقامة علاقة صداقة مزلة قدم لهما، وإن زعما أنها صداقة بريئة وأنها في حدود الشرع . فلن يكون أعلم من الشارع ولا أحكم منه الذي أمر باجتناب الأسباب الموصلة إلى الحرام ومنها تلك الصداقة المزعومة وليس في هذا تشدد ولا تحجر بل هو الوقوف عند حدود الله تعالى. ونحن ننصح السائل بنصح خطيبته ونهيها عن المنكر فإن استجابت فالحمدلله وإلا فليعدل عن الزواج منها . وليبحث عن امرأة ذات دين وخلق عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : فاظفر بذات الدين تربت يداك . وننبهك أيضا إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد القران عليها . وما قلناه في فتنة الصديق ينطبق أيضا على الخاطب قبل العقد .
والله أعلم.