الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لزوجتك الشفاء والعافية، وننبهك على أن المصاب بمرض نفسي يعفى له عما يقع بغير اختياره، لأنه في معنى المكره، ولكن ليس لها أن تستبيح المعاصي وتنهمك في المحرمات بحجة المرض النفسي، بل عليها أن تجاهد نفسها ما أمكن للامتثال لشرع الله تعالى، وأما ما سألت عنه مما يتعلق بإلزامها بقضاء الصلوات التي تركتها والأيام التي أفطرتها: فلا يجب عليك إلزامها بذلك، فإن الحامل يجوز لها الفطر في رمضان فجواز ترك القضاء في حقها من باب أولى، ثم إن قضاء الصوم وقته موسع فهو يمتد حتى رمضان التالي، وما دامت معذورة بمرضها فانتظر حتى يعافيها الله ثم بين لها أنه يلزمها قضاء تلك الأيام، والصلوات الفائتة بسبب النوم أو النسيان يرى كثير من العلماء أن قضاءها يجب على التراخي لا على الفور، وما دامت هي غير ذاكرة لهذه الصلوات وكان تذكيرها بها وإلزامها بقضائها يضر بها فانتظر ريثما يتم شفاؤها ـ بإذن الله ـ ثم تنبهها إلى ما يلزمها، وأما صلاة الفجر فعليها أن تحرص على النوم مبكرا ليتسنى لها الاستيقاظ للصلاة، ولا يجب عليك إيقاظها إن كانت غير متعدية بنومها بأن نامت قبل دخول الوقت في قول كثير من العلماء، وبخاصة إن كان يترتب على إيقاظها ضرر، فلو تركتها نائمة لم يكن عليك إثم في ذلك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 130864في بيان حكم إيقاظ النائم للصلاة.
والله أعلم.