الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان قصدك بشراء الحسنات بالمال: الصدقة على الفقراء والمساكين وبذل المال في وجوه الخير لنيل الحسنات. فلا شك أن هذا مشروع ومرغب فيه، فقد قال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. {البقرة:261}.
وفي الحديث: ذهب أهل الدثور بالأجور. متفق عليه.
وإذا صدقت نيتك في إرادة التصدق على الفقراء والمساكين وفعل الخير، فإن الله سبحانه وتعالى يكتب لك أجر ما نويت بفضله وكرمه، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو ونيته فأجرهما سواء. الحديث رواه الترمذي وغيره.
وقال القلاوي الشنقيطي في جمع النوازل:
وما شراء الحسنات حلاّ * وهكذا أجر المصاب حلاّ
والله أعلم.