الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري ما مقصود القائل بقوله معارف القرآن الكريم، ولكن إن كان يقصد بذلك نفس القرآن فكلامه باطل لأنا نقول: إن القرآن كلام الله حقيقة تكلم به سبحانه وأنزله على نبيه الكريم بواسطة الأمين جبريل وهو نفسه الذي في اللوح المحفوظ، وقد بينا طرفا من هذا في الفتوى رقم: 3988, والفتوى رقم: 125860.
وأما قوله " لا يمكن كشف تفاصيله ......." الخ , إن أراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من القرآن فوق ما يعلمه سائر المسلمين فهذا مسلم لا خلاف فيه, وأيضا فإن الناس تختلف أفهامهم في كتاب الله جل وعلا, فالعلماء الراسخون يعلمون من كتاب الله سبحانه فوق ما يعلمه غيرهم، وفي الحديث: أن أبا جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه، إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر. رواه البخاري.
أما بخصوص الدعاء المذكور ففيه شيء من الغموض ولكنا نقول على سبيل العموم: لا مانع من الدعاء بكل أمر مشروع ما لم يصل الدعاء إلى حد الاعتداء, وقد بينا ماهية الاعتداء في الدعاء وذكرنا أمثلة له في الفتاوى ذوات الأرقام التالية : 94830, 23425, 49055
والله أعلم.