الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تقوم الحياة الزوجية على التعاون والتفاهم بين الزوجين، فهذا أدعى لتحقيق مقصد من أهم مقاصد الإسلام من الزواج وهو استقرار كيان الأسرة المسلمة، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
ونفقة الزوجة في مطعمها ومشربها وملبسها واجبة على الزوج، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 113285.
وإذا لم يقم الزوج بهذا الواجب كان للزوجة الخروج للعمل بغير إذنه وليس للزوج الحق في منعها منه، وانظري الفتوى رقم: 73341.
وأما خدمة المرأة زوجها ففيها خلاف بين الفقهاء، والراجح أنها يجب عليها خدمته فيما جرى به العرف، كما هو مبين في الفتوى رقم: 13158.
ولكن ليس للزوج أن يتعسف ويفرض على زوجته ما يكون فيه إرهاق لها خاصة وأنها تعمل من أجل القيام بما هو واجب عليه، وأما أن يقاطعها فهذا يعد نكرانا للمعروف، ومكارم الأخلاق تقتضي حفظ المعروف والجميل، كما ينبغي للمرأة أن تراعي مشاعر زوجها وتنتقي العبارات التي لا تجرح رجولته، وعلى كل حال فإن لم يكن ما حدث منك مع زوجك إلا ما ذكرت ولم تفرطي في شيء من حقه فلست مذنبة، ونوصيك بالصبر عليه وتحري الحكمة في التعامل معه والسعي في الإصلاح قدر الإمكان.
والله أعلم.