الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه العبارات مجازية فقول: يا حجاز بشويش على إنسان.. ـ خطاب لها وكأنها تسمع وتعقل وهو تنزيل لها منزلة من يتأتى منه ذلك، وكذلك قول: يا سما الشرقية تكفين امطري.. ـ فهذا كله من الإسناد المجازي وهو يكون إلى سبب الفعل، أو زمانه، أو مكانه، أو مصدره، أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول، أو المبني للمفعول إلى الفاعل، فالحجاز مكان للهواء ولمخاطبها، أو من يوصيها به، وسما الشرقية مكان للمطر أيضا والمطر سبب في راحة النفوس وهو شفاء وصفه الله بالبركة في قوله تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا {ق:9}
وعلى كل، فلا حرج في هذا الكلام على سبيل المجاز والمبالغة، ومثله كثير في لغة العرب وخطابهم شعرا ونثرا، وقد تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: الجنة تحت ظلال السيوف. رواه البخاري. يعني أنه عمل يدخل المسلم الجنة.
وكما جاء في الحديث: الأم باب من أبواب الجنة. يريد أن برها يقود المسلم إلى الجنة، ومثل هذا معلوم من لسان العرب فلا حرج فيه.
لكن عبارة: يسوى هالبشر ـ فيها مبالغة، وقد بينا ضوابط المبالغة المشروعة في الفتوى رقم: 53416.
والله أعلم.