الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعرف بالعادة السرية حرام على الرجال والنساء كما بيناه في الفتوى رقم : 7170، فالواجب عليك اجتناب هذه العادة المنكرة ، والتوبة إلى الله توبة صادقة، والتوبة الصادقة هي التي يراد بها وجه الله ويستعان به عليها ، وتكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له.
لكن ينبغي أن تعلمي أنّ أمر التوبة شديد على الشيطان لأنّها تهدم ما بناه ، ولذلك فهو يسعى بكل سبيل لصدّ الإنسان عن التوبة وتثبيطه وتخذيله عنها بوضع العقبات والحواجز ، ومن أكبر العقبات التي يضعها الشيطان للعبد في طريق التوبة اليأس وذلك بالإيحاء بالعجز والضعف عن الإقلاع عن الذنب، وتذكير العبد بأنه قد حاول من قبل فلم يستطع، وأنّه إن أقلع اليوم فسيعود غداً والطريق طويل ، حتى ييأس العبد وينكص عن توبته ، وعلاج ذلك بألا تنخدعي بهذه الأباطيل ، فالواجب عليك أن تقلعي عن هذه العادة فوراً وتعقدي العزم على عدم العود ولست مطالبة بالانشغال بما يكون في غد فهو في علم الله وحده ولا أحد غيره يعلم ما سيكون في غد ، ثمّ ما أدراك أنّك تعيشين إلى غد ؟ ثمّ على فرض أنّك ستعودين إلى الذنب، فإنّ التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، فتكونين قد ربحت مغفرة ما كان قبل التوبة ، فبادري بالتوبة وأزيلي عنك العوائق التي يجعلها الشيطان في طريق التائبين ويسد بها عليهم الطريق المستقيم، ثم اعلمي يقيناً بأنّ العبد لاحول له ولا قوة إلا بالله ، فإذا التجأت إلى الله وطرحت نفسك بين يديه وأعلنت له ضعفك وعجزك وطلبت منه العون على التوبة فلا شكّ أنّه سيجيبك ويحول بينك وبين المعصية و ينزع محبتها من قلبك ، وذلك على الله يسير
ونوصيك بالحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة ، والاعتصام بالله ، والحرص على تقوية الصلة به ، وشغل أوقات الفراغ بالأعمال النافعة ، وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع.
والله أعلم.