الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح رواه مسلم وغيره، وظاهره يدل على مطلق القراءة سواء كانت من الحفظ، أو من قراءته من المصحف، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله - في شرحه لهذا الحديث من كتاب رياض الصالحين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن ـ فأمر بقراءة القرآن وأطلق.
ولم نقف فيما اطلعنا عليه من شروح الحديث على من قال إن ذلك خاص بالقراءة عن ظهر قلب، هذا إذا كان السائل يسأل عن مجرد دلالة الحديث المذكور هل هي على فضل حفظ القرآن أم على مطلق تلاوته؟ ولاشك في فضل حفظ القرآن، وقد بينا في فتاوى سابقة أن حفظ القرآن أفضل من المداومة على التلاوة، كما في الفتوى رقم: 36593.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. رواه مسلم وغيره.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. رواه أحمد وغيره، وصححه الأناؤوط.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 480994952312486975675.
والله أعلم.