الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات بدعوى الكلام في أمور الدين والتعاون على طاعة الله، قد يكون استدراجاً من الشيطان وتلبيساً من النفس واتباعاً للهوى، كما أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وهو باب شر وفساد عريض، وانظري في ذلك الفتوى رقم : 1769
وإذا كنت قد من الله عليك بزوج صالح فالواجب عليك أن تحسني عشرته وتؤدي حقه، وعليك قطع كل علاقة بهذا الشاب والاجتهاد في صرف قلبك عن التعلق به، أما إذا حصل منك فكر فيه من غير إرادة فلا إثم عليك، فإن حديث النفس معفو عنه، لكن عليك مدافعة ذلك وعدم الاستسلام له وهو أمر يسير ـ بإذن الله ـ إذا اجتهدت في شغل أوقاتك بالأعمال النافعة، وعدم الاسترسال مع الخواطر، والحذر من وساوس الشيطان وتزيينه مع الاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في دعائه، واعلمي أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، روى عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟.
وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
وللفائدة انظري الفتوى رقم: 125104.
والله أعلم.