الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا ينبغي للمسلم أن يفرط في الإتيان بالسنة في وقتها المقرر لها شرعاً من غير عذر فيتسبب في حرمان نفسه من الأجر العظيم، إذ ليس فعل العبادة في وقتها مثل الإتيان بها قضاء، وركعتا الفجر من النوافل التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحافظ على صلاتهما، ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر. هذه رواية البخاري.
وقال: ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها. رواه مسلم.
وقال: لا تدعوهما وإن طردتكم الخيل. رواه أبو داود، وقال الألباني: ضعيف.
وهذه الأعذار كلها لا ينبغي أن تترك لها راتبة الفجر، لأن وقتهما قليل، إذ يستحب تحقيقهما، ولذا فتنبغي المحافظة على هاتين الركعتين في وقتهما للأحاديث التي ذكرنا، وليس على من أخرهما، أو تركهما عمداً إثم ولكنه فاته خير كثير، ويشرع له قضاؤهما بعد صلاة الفرض، على اختلاف الفقهاء في تحديد وقت القضاء، كما سبق بيان ذلك في الفتويين رقم: 25849، ورقم: 132032.
والله أعلم.