الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافي المبتلين من المسلمين، وأما إطلاق هذه العبارة فإنه غير جائز، لما فيها من مخاطبة السيل بما يوهم اعتقاد أنه يفعل بمشيئته واختياره والواقع أنه مدبر مسخر بأمر الله تعالى يفعل ما أمر بفعله، فالسيل لا يملك ضراً ولا نفعاً، وإنما النافع الضار هو الله سبحانه فلا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، كما أن في ذلك دعاء على النفس وتمنياً لهلكتها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيه عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.
والذي ينبغي للعبد أن يسأل الله العافية لنفسه ولمن يحب ولعموم المسلمين، فإن فضل الله عظيم ورحمته تعالى قد وسعت كل شيء، وقد روى أحمد في مسنده والترمذي وصححه عن العباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً اسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية ـ فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال: لي يا عباس يا عم رسول الله سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.