الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يكفر من قال هذا القول لأن غرضه من ذلك أن يبين ضعف المسلمين في القيام بأوامر دينهم وتوانيهم عن نصرته، وهذا مشاهد للأسف الشديد ولكنه لا ينفي أن هناك طائفة قائمة على الحق ثابتة عليه لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله. رواه مسلم.
فينبغي لهذا القائل أن يتنبه لهذا وأن يحسن الظن بالمسلمين فإن الخير لا يزال موجودا فيهم, وعليه أن يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال هلك الناس فهو أهلكهم. رواه مسلم.
والمعنى أن من قال هذا على سبيل عيب الناس والطعن عليهم والإزراء بهم وتفضيل نفسه فهو أسوؤهم حالا.
جاء في شرح السنة للإمام البغوى: قال أبو سليمان الخطابي : معنى هذا : ألا يزال الرجل يعيب الناس ، ويذكر مساويهم ، ويقول : قد فسد الناس ، وهلكوا ونحو ذلك من الكلام ، وإذا فعل الرجل ذلك ، فهو أهلكهم وأسوؤهم حالاً فيما يلحقه من الإثم في عيبهم ، والإزراء بهم ، وربما أدّاه ذلك إلى العجب بنفسه ، ويرى أن له فضلاً عليهم ، وأنه خيرٌ منهم ، فيهلك. قلت : وروي معنى هذا عن مالك قال : إذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس يعني في أمر دينهم ، فلا أرى به بأساً ، فإذا قال ذلك عجباً بنفسه ، وتصاغراً للناس ، فهو المكروه الذي نهى عنه. انتهى.
والله أعلم.