الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن قسم الفتوى بموقعنا هذا تقوم عليه لجنة متخصصة من طلبة العلم الشرعي تبذل قصارى جهدها في التحقيق العلمي في السؤال المطروح عليها، وللمزيد بهذا الخصوص راجع الفتوى رقم: 1122.
ثانياً: أننا ننشد الحق، فأنى وجدناه أخذنا به، وليس لدينا أحكام مسبقة على الأشياء نبحث عن مبرر لها، وإنما نبحث عن الدليل، فإذا وجدناه وثبت أخذنا بمقتضاه ما لم يعارضه معارض راجح، ثم إننا ليس لدينا ما نخفيه عن الناس أو نستحي من القول به، وإذا تبين لنا الحق في أي أمر من الأمور رجعنا إليه، فالحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
ثالثاً: أننا ذكرنا في المسألة المذكورة والمتعلقة بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها أننا لم نطلع على دليل يثبت أنه كان يريد أن يدخل بها بعد ما عقد له عليها، وأنه ترك ذلك لرغبة أبيها أبي بكر رضي الله عنه، ونحن لا نزال على ذلك، وطالبنا من لديه دليل أن يذكره لنا ويبين مرجعه العلمي. وأنت لم تأت بجديد، وغاية ما فعلته أنك استدللت على الدعوى بالدعوى، والنتيجة هو أنه تبقى هذه الدعوى بلا برهان، وما دمت باحثاً في العلوم الإسلامية فواصل بحثك فيما ينفعك وينفع أمتك، ولا تشغلنا وتشغل نفسك بمثل ما كتبت لنا في هذا السؤال.
والله أعلم.