الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر الراغب في كتابه مفردات القرآن أن الخسران يستعمل في انتقاص رأس المال، ويستعمل في الأمور الخارجة كالمال في الدنيا، وفي الأمور النفسية كالصحة والعقل والإيمان والثواب، وجعل من هذا قوله تعالى: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ.. {الزمر:15}، وقوله تعالى: .. وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {البقرة:121}، والمراد بالخاسرين هم الكفار، كما قال الطبري وعزاه لابن عباس قال: هم الكفار الذين خلقهم الله للنار وخلق النار لهم، فزالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة، قال الله: خسر الدنيا والآخرة. انتهى.
والمراد بأهليهم أزواجهم وخدمهم كما قال البغوي في التفسير وعزاه لابن عباس: وقيل: خسران النفس بدخول النار، وخسران الأهل بأن يفرق بينه وبينهم. انتهى. وراجع تفسير ابن الجوزي وتفسير الشوكاني.
والله أعلم.