الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمقصد المسابقة ـ كما هو الظاهر ـ هو إنقاص الوزن بتقليل نسبة الشحوم والدهون فيه ونحوها مما ينعكس إيجاباً على الصحة والنشاط، ولا يدخل إخراج السوائل من الجسم في ذلك سيما أن قصد المتسابق من ذلك هو أن يشرب كثيراً وبعد الوزن سيتفرغ ما شربه، فهي حيلة بينة، وإن أذن فيها المنظمون لذلك العمل صراحة، أو ضمناً فلا حرج فيها وإلا فلا.
وأما حكم أخذ جائزة على ذلك الفعل: فالذي نراه أنه لا حرج فيه، لكونه من الأمور النافعة التي تعود بالصحة والنشاط على المتسابق، وهذا مقصد شرعي معتبر، كما بينا في الفتوى رقم: 41133.
فتجوز المسابقة عليها حينئذ إلحاقاً لها بما ورد في حديث النصل والخف والحافر، قال ابن القيم ـ رحمه الله: وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد فجواز ذلك في المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب ويعز الإسلام وتظهر أعلامه أولى وأحرى، وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه المسابقة هي من قبيل إعداد القوة البدنية فيها مثلما يرجى من الفروسية ونحوها، وعلى القول بجوازها فلا بد من مراعاة شروط المسابقة المبينة في الفتويين رقم: 26712، ورقم: 35555.
والله أعلم.