الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لكم طاعة أمكم في الإساءة إلى والدكم أو التقصير في برّه أو قطع أرحامكم ، فالطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والواجب عليك بر أبيك والإحسان إليه، وصلة أرحامك، ونصح إخوتك بذلك، وتحذيرهم من عقوق والدهم أو قطع أرحامهم، لكن ذلك كله ينبغي أن يكون بحكمة، فإن حق الأم عظيم، فيمكنكم –مثلا- إخفاء بعض الأمور من الإحسان إلى الوالد أو زيارة الأرحام عن أمكم ، ويمكنكم استعمال المعاريض والتورية عند الحاجة. وانظر في بيان ذلك الفتوى رقم: 68919.
كما أن عليك أن تنصح أمك بإحسان عشرة زوجها والحذر من التقصير في حقه، على أن يكون النصح برفق وأدب، فلا يجوز لك أن تنهرها أو تغلظ لها في الكلام أو تكثر عليها.
قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ وانظر الفتوى رقم: 65179.
والله أعلم.