الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن من أساليب التعليم ووسائله إيضاح الحقائق عن طريق الرسم.
ثم رسم ما ليس له روح جائز في قول جماهير أهل العلم قال ابن عباس رضي الله عنهما لمن سأله عن التصوير: إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له. رواه مسلم.
وقال البغوي: أما صورة الأشجار والنبات فلا بأس بها.
وبناء عليه، فلا حرج في طلب المعلم من طلابه رسم صورة تحوي ذلك، ولا حرج في أن يرسموا صور عمارات وحدائق وأنهار.
وأما وضع رسم على أنه يمثل الجنة فهذا غير جائز؛ لأن الجنة في عالم المغيبات، ولا يؤخذ خبرها إلا من الكتاب والسنة، وما فيها من أنواع التعليم لا يمكن تصوره إذ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما في الحديث الصحيح.
فينبغي للمعلم تدريس الطلاب النصوص التي تتحدث عن الجنة مع حضهم على التحقق بصفات وأعمال وأخلاق أهل الجنة.
وقد نقلنا كلام العلامة محمد العثيمين رحمه الله الموافق لما قلناه هنا، وذلك في الفتوى رقم: 140880. فراجعها.
والله أعلم.