الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتنصحيه بمعاشرتك بالمعروف وترك السباب، وأعظم من ذلك المحافظة على الصلاة في أوقاتها، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830.
ولا مانع من الاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ممن يقبل قولهم لينصحوه في ذلك، ويطالبوه بمعاشرتك بالمعروف، والقيام بواجبه نحو أولاده، وإحسان معاملتهم، وينبغي أن تحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة، وتتعاوني معه على طاعة الله مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية.
وعليك أن تعاشريه بالمعروف، وتؤدي إليه حقه، وتحافظي على حدود الله، واعلمي أن الاختلاط الشائع بين النساء والرجال الأجانب باب فتنة وذريعة فساد، فاتقي الله، ولا تتبعي خطوات الشيطان، وحافظي على غض البصر والحجاب والاحتشام أمام الأجانب.
واحذري كل الحذر من استدراج الشيطان والوقوع في حبائله والسقوط في الفتنة بدعوى أنك لاتجدين في نفسك محبة لزوجك ، فتلك دعوى باطلة ومسلك شيطاني خبيث، وإنما يجوز لك إذا أبغضت زوجك وخشيت ألا تقومي بحقه أن تطلبي الطلاق أو الخلع.
لكن ننبهك إلى أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية. قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
نسأل الله أن يهديكما لأرشد الأمر، وأن يؤلف بين قلبيكما، ويجمعكما على طاعته .
والله أعلم.