الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبلاد الحجاز هي مكة والمدينة واليمامة وما والاها, وقد تحدث أهل العلم عن هذه الحدود عند شرحهم للأحاديث التي تأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب، جاء في فتح الباري: لكن الذي يمنع المشركون من سكناه منها جزيرة العرب الحجاز خاصة وهو: مكة والمدينة واليمامة وما والاها. انتهى.
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: قال النووي: أوجب مالك والشافعي وغيرهما من العلماء إخراج الكافر من جزيرة العرب وقالوا لا يجوز تمكينهم من سكناها، ولكن الشافعي خص هذا الحكم بالحجاز وهو مكة والمدينة واليمامة وأعمالها دون اليمن وغيره.
من هنا يعلم أن بلاد الحجاز تشمل مكة.
وبعضهم لا يعتبر مكة حجازية، بل تهامية، ففي معجم البلدان: وقال الأصمعي أيضا في كتاب جزيرة العرب الحجاز اثنتا عشرة دارا: المدينة وخيبر وفدك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجل سليم وجل هلال وظهر حرة ليلى ـ ومما يلي الشام شغب وبدا، وقال الأصمعي في موضع آخر من كتابه: الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازا، لأنه حجز بين تهامة ونجد فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية، وقال غيره حد الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة فنصف المدينة حجازي ونصفها تهامي وبطن نخل حجازي وبحذائه جبل يقال له الأسود نصفه حجازي ونصفه نجدي. انتهى.
والله أعلم.