الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو أن يكون جزاء هذه المرأة الرحمة والمغفرة، لأن المرأة إذا أدت فرائض ربها وأطاعت زوجها وربت أولادها كان لها على ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرأة إذا صلت خمسها, وصامت شهرها, وأحصنت فرجها, وأطاعت بعلها, فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت. رواه أبو نعيم في الحلية, وصححه الألباني في المشكاة.
بل جعل الله سبحانه القيام بذلك كالجهاد في سبيل الله والشهادة في سبيله، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: جاءت امرأة ـ وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك, هذا الجهاد كتبه الله على الرجال, فإن يصيبوا أجروا, وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم, فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك كله, وقليل منكن من يفعله. رواه البزار والطبراني.
وما يتعين عليها حفظه من القرآن هو ما تصح به الصلاة, وهو الفاتحة وسورة، وعلى أولادها أن يدعوا لها ويتصدقوا عنها كما أمر الله تعالى بقوله: وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 24}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
والله أعلم.