الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويزيل كربك، وأن يصلح بينك وبين زوجك، إنه سبحانه سميع مجيب.
ومن أول ما ننصحك به أن لا تغفلي عن الدعاء، فالله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186} وهو بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء.
وهجران الزوج زوجته هذه المدة الطويلة من الظلم البين، فإن كان ثمة نشوز من الزوجة فهنالك خطوات للحل بينها الشرع ينبغي للزوج أن يتبعها، فإن صلح حال الزوجة فبها ونعمت، وإلا فليمسك بمعروف أو يفارق بإحسان.
وأما أن يترك الزوجة هكذا معلقة لا هي بأيم ولا بذات زوج فهذا لا يجوز. وراجعي الفتوى رقم: 71459.
وقد أحسنت بسعيك في حل هذه المشكلة، فالصلح خير، فإن تم ذلك فالحمد لله، وإن لم يتم وكنت متضررة من هذا الحال فلا حرج عليك أن تطلبي منه الطلاق، وراجعي في مسوغات طلب الطلاق الفتوى رقم: 37112.
وإذا لم يكن منك نشوز أو تفريط في حق زوجك لم تكوني ظالمة له، ومن حقك السعي في حل هذه المشكلة ولو عن طريق المحكمة، وخاصة إن كان هو قد اضطرك إلى ذلك بسبب التعنت ورفض مساعي الصلح.
وننبه إلى أمر وهو أنه إن لم يحصل منك نشوز، ولم يكن زوجك ينفق عليك طيلة هذه المدة، وكان موسرا بهذه النفقة، فمن حقك الرجوع بها عليه. وانظري الفتوى رقم: 34771.
والله أعلم.