الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعدم إخراج الكميات المحددة والتطفيف في كيلها للمستحقين لها منكر، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
فهذه درجات تغيير المنكر ووسائله، فعليك أن تسعى في تغيير ذلك المنكر بما استطعت، ولو بإعلام الجهات العليا لتتثبت من كيفية التوزيع والقسمة، وتحاسب المسؤولين عن ذلك الجور.
وما يصلك من أولئك المسؤولين من علاوات أوغيرها إن علمت يقينا أوغلب على ظنك كونه من تلك الأشياء المقتطعة من حقوق الضعفاء، فلا يجوز لك الانتفاع به، ويجب عليك أن تصرفه على الفقراء والمساكين. وأما راتبك الذي تتقاضاه عن عملك المشروع فلا حرج عليك في الانتفاع به، وكذلك كل مكافأة أوعلاوة علمت أن مصدرها غير ظلم أولئك المساكين، وليست من حقوقهم التي يتم الاستيلاء عليها دونهم. فلا حرج عليك في الانتفاع بها أيضا.
ونسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وألا يزيغ قلبك بعد أن هداك، وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، ويكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عمن سواه. إنه سميع مجيب.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 74902.
والله أعلم.