الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا علم الرجل بزنا امرأته فلا يجب عليه أن يلاعنها، بل له أن يستر عليها ويبقيها في عصمته إن تابت إلى الله وأنابت، ويؤجر بإذن الله تعالى على ستره عليها. وهذا فيما إذا لم يتبين حملها من هذا الزنا، فإذا تبين حملها من هذا الزنا فالواجب عليه حينئذ أن يبادر إلى ملاعنتها حتى ينفي نسب هذا الحمل عنه، فلا يلحق بنسبه ما ليس منه، كما بينا بالفتوى رقم: 40956.
وإذا لا عنت المرأة زوجها سقط عنها الحد لقول الله تعالى: ويدرؤعَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ {النور: 9،8}
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 140019.
ولا يقام الحد على الرجل الذي زنا بهذه المرأة إلا إذا ثبت ذلك عليه بإقراره أو بشهادة أربعة عليه بذلك على الوجه الشرعي. ولا يقام الحد بمجرد اعترافها هي أو بكلام زوجها، بل يقام حد القذف على من لم يأت ببينة منهما. ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 57860 ،63475.
وأما وجود أفلام على الانترنت لرجم بعض النساء، وعدم وجود مثلها لرجم الرجال، فقد يكون الأمر على ما قلت من أن من ينشرها له في ذلك غرض.
ثم إن من المعلوم أن الإسلام قد شدد في شروط إثبات جريمة الزنا في حق الرجال أو النساء، حرصا على صيانة المجتمع المسلم، فنادرا ما يحصل الرجم، ومثل هذه الأفلام التي تعرض قد يكون كثير منها مما لا يوثق به، وخاصة بعد ما عرف من تفنن الناس في الحيلة والخداع بسبب التقدم التقني في التصوير وما يتعلق به.
والله أعلم.