الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتقبل منك كل عمل صالح وأن يرزقنا وإياك صالح العمل ويجنبنا الخطأ والزلل، وإذا صح ما ذكرت عن زوجك من أنه يحادث هؤلاء النساء ويستقبل منهن صوراً فاضحة فإنه قد أتى منكراً، وتكون مثل هذه الأفعال أكثر قبحاً بصدورها من رجل في مثل هذه السن، وما دام مصلياً فالمرجو منه أن تكون صلاته ناهية له عن الآثام، فالله تعالى يقول: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {العنكبوت:45}.
فنوصي أولاً بكثرة الدعاء له بأن يهديه الله ويتوب عليه، وينبغي تعاهده بالنصح بأسلوب فيه لين ورفق وبالحكمة والموعظة الحسنة عسى الله أن يتوب عليه، ويمكن مطالعة آداب الدعاء في الفتوى رقم: 23599.
وما دمت في عصمته فيجب عليك طاعته في المعروف، ولا يجوز أن يكون كرهك له حاملاً لك على منعه شيئا من حقه الشرعي، ولكن يجوز لك في هذه الحالة أن تطلبي الطلاق منه لفسقه، أو تطلبي منه الخلع في مقابل عوض تدفعينه إليه، ولا ننصح بالتعجل إلى ذلك، بل ينبغي محاولة كل سبل الإصلاح، وانظري الفتوى رقم: 8649.
وأما الابتعاد عنه في سكن منعزل فلا حرج فيه إن رضي الزوج بذلك، إلا أن هذا قد يزيده فساداً، ويمكن أن ينصح بالزواج من امرأة أخرى إن رغب في ذلك بشرط أن يحقق العدل، وراجعي الفتوى رقم: 9451.
ويجب عليك طاعته في المعروف ما دمت في عصمته كما تقدم.
والله أعلم.