الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يغفر لوالدك ويرحمه وأن يعافيه ويعفو عنه، وما ذكرته من الأمارات مما يرجى معه أن يكون ممن حسنت خاتمته ـ إن شاء الله ـ ونسأل الله أن يجزيك خيرا لبرك بوالدك وحرصك على ما ينفعه، وقراءتك في المصحف الذي خلفه أبوك مما يلحقه ثوابها ـ بإذن الله ـ فقد روى ابن ماجه عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. وحسنه الألباني.
فلو قرأت في هذا المصحف بالنية المذكورة حصل لأبيك النفع ولك أيضا ـ إن شاء الله ـ ببرك به وإحسانك إليه.
على أننا ننبهك إلى أن هذا المصحف هو من جملة التركة التي يرثها جميع الورثة، ولا بأس بأخذك له إن كنت المنفرد بالإرث، أو تنازل به لك الورثة، أو حسب من حصتك.
والله أعلم.