الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسافر بالطائرة إنما تجب عليه الصلاة بدخول وقتها في المكان الذي هو فيه، سواء كانت الرحلة طويلة أو قصيرة. فمن سافر مثلا لمدة ثلاثة عشر ساعة كما ذكر السائل، وكان قد أقلعت طائرته قبل وقت الظهر فإنه لا تلزمه صلاة الظهر إلا بعد دخول وقتها، فإذا دخل وقت الظهر عليه وهو في الجو صار مخاطبا بها، ولو لم يدخل عليه وقت الظهر إلا بعد وصوله لكونه مسافرا باتجاه سير الشمس، فإنه لا يطالب بالظهر في الطائرة، وإنما يصلي بعد وصوله إذا دخل وقتها.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن رجل سيسافر من الرياض إلى أمريكا الساعة الواحدة ليلاً، فكيف يقدر وقت صلاة الفجر؟ فأجاب الشيخ: يمشي فإذا طلع الفجر صلى ولو طالت المدة بين العشاء والفجر؛ لأنه إذا كان سيسافر غرباً فستطول المدة، المهم أنه لا يلزمه أن يصلي إلا إذا طلع الفجر، فإذا قال مضيف الطائرة: إنه طلع الفجر صلى. اهـ
وكذا لو كان خط رحلته بعكس اتجاه الشمس فإن المدة ستقصر، فيصلي في الطائرة عند دخول وقت كل صلاة، وله أن يجمع بين الظهر والعصر، وكذا بين المغرب والعشاء. وفي المثال الذي ذكره السائل من أن الطائرة تقلع عند العاشرة صباحا، وتصل إلى تورنتو الثالثة ظهرا، فإن وقت الظهر سيدخل عليه قطعا وهو في الجو، ومع ذلك فالأولى به في هذه الحال أن يصلي الظهر بعد وصوله ولو بعد دخول وقت العصر، فيجمع بين الظهر والعصر. وإن علم أنه سيصل بعد خروج وقت العصر، فإنه يصلى الظهر والعصر في الطائرة. وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 147169بعنوان {هل يصلي في الطائرة أم ينتظر لحين الوصول للمطار} والفتوى رقم: 110424عن كيفية الصلاة في الطائرة، والفتوى رقم: 80507حول كيف يحسب المسافر بالطائرة أوقات الصلاة .
والله أعلم.